يا ساکن القلب

يا من اخترتَ فُوأدي مسکناً

و جَعَلتَ العينَ باب الـمنـزلِ

ظلَّ بابُ العينِ مفتوحاً فما

ذاق نوماً من دموُعِ الـمُقَلِ

حُرِمَّ النّومُ علی أجفانه

ذَبَلَت لکنَّها لَم تُوشَلِ

فبقت تجري دموعاً من دمٍ

لک يامَن فَارِحٌ في مقتلي

أنت في قتلي طروبٌ و أنَا

أهملُ الدمعَ بأيدي الأجَلِ

قاتلي کيف سيرضی اللهُ في

قَتلِ مَن يهواک أو لم تعدلِ؟

أ جهولٌ أنت عمّا في الفوأدِ؟

و تکن فيه حبيبُ  الأوّلِ

کيف لا يعلَمُ ما في قلبنا؟

وَ هوَ بعد الله ربُّ الـمنـزلِ!!

أوَ ما تعلم لو حَلَّ الهوی

بين قلبينِ فلم يعتزلِ ؟!

أوَ هلاّ تعلم الهجر يکون

ذوقه مرّاً کطعمِ الحنظلِ؟!

يا حبيبي کيف ضيعت الهوی

أ سَألْتَ القلب أم لم تسئِل

أنت في قلبي کمصباحٍ منيرٍ

زِد علی نُورِکَ نور الـمشعلِ

و الذي عمري و روحي في يديِه

أنت لي کلّ الهوی و الأملِ

إن يکن فادٍ فأفديک بما

تملکُ النفس و لو في العمل

ساکن القلب و يا مصباحَهُ

کيف ما شئت بقلبي فافعلِ

وهنيئاً لک قتلي في الهوی

و سلاماً للغرام الأوَّلِ

لستُ و الله أنا اوّلُ مَن

مات في الحُبّ و لا في الـمقتلِ


الشاعرالدکتور عدنان غزی