تعالي   

 تعالي

 

تعالي نسافر رغم الشتاء

و رغم العواصف رغم المطر

تعالي فماعاد يجدي البقاء

فهذا الطريق و ذاک السحر

تعالي فإنّي لمحت هناک

من البعد ضوءاً وراء النهر

لعلّي أتيتُ بحفنة نار

تضيءُ لنا الدرب حين السفر

تعالي فعيناک خلف المساء

تحوکان للصبح أحلی صُوَر

تعالي نسافر رغم الطريق

و اللظی في دمي و الحريق

و رغم التسکع دون اهتداء

وراء وميض الرؤی و البريق

سألقاك عند انتحار الظلام

علی ضفّة النور وقت السحر

لنمضي معاً من خلال الضياء

الی الفجر کي نستميت الضجر

تعالي فعيناك خلف المساء

تحوکان للصبح أحلی صور

 

الشاعرعبدالعزيز حمادي/الخفاجیه

المرأة الاهوازية والثورة الفکرية

إلهام لطيفي 
الحوار المتمدن - العدد: 2183 - 2008 / 2 / 6 - 11:07 
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات 
راسلوا الكاتب-ة  مباشرة حول الموضوع     


کلما أتينا ساحة البحث فی مبادی الحرکات الاجتماعية والسياسية دللنا علی هذا المهم بأن أهم مصدر الانبثاق لجميع الحرکات،هی الثورات الفکرية التی تتکون منذ زمن، خلال التأمل العقلی والتفکير فی الظروف السائدة فی وضع المجتمع ولکن؛


کيف تحدث الثورة الفکرية؟

فکلما خرج الإنسان المضطهد الی عالم اکثر تطور ودراسة ،عرف مدی حرمانه فی مجتمعه، لذلک نستطيع أن نقول أن الصلة و الإرتباط سراجان منيران يبصر الشعب بهما لرؤية الظلام الحاکم علیه ،فبالطبع إن کل شعب تفهم الامور الحاکمه فی العالم وتماشی مع القوافل العلمية والاعلانية، انفتحت أمامه زواياذو ميدانية أکثرللتدبر فی الاوضاع وتفهمها..

فان القصد من العلاقة و الإرتباط علی سبيل المثال ،هو ما يشمل الدراسة والقراءة العميقة فی الظواهر(التی تکون هی ابسط واحصل شی حاليا )، متابعه الإعلان والصحف و فی العقد الحالی شبکة النت التی جعلت العالم یتفقد ابناءه عبر الاسلاک فی أی لحظة یشاء ، وفی المراحل العليا قديکون العلاقات بالمنظمات الدوليه بصورة مباشرة ام غير مباشرة و...

فعندما يخرج الإنسان المضطهد من المجتمع المحاط بالأسوار الضيقه، ويکسر القيود التی کبل بها منذ السنين، بما اشرنا اليها من طرق او طرق اخری ، ستثير به القوات الفکرية والعقلية التحلیلیة ويری نفسه قد عاش محکوما بالنواميس التی أفرضتها عليه الحواجز الثقافية والسياسية و... طوال العمر، وسيعرف أن حقوقه ليست تلک الحقوق التی اعطيت له فی ذلک الظرف المکانی او الزمانی حسب السياسات و الثقافات الحاکمة ، لذا يستطیع بعد ذلک ان ينظر للامورمن منظر واسع و يصبح قادرا علی إلقاء نظرة تقييمة للتعرف بما سلب منه .

فان ما يترتب علی ذلک بعد معرفة الحقوق والايمان بها، اتيان دور الإرادة فی الاخذ بما سلب منه، فلا شک بأن الانسان يحقق ما يريده بدور الإرادة،لکن عندما تقبل إرادة الانسان علی هذا النوع من التيار الفکری ،سيتجه نشاطه إلی عملية او فعل يتسم« بالتحرير»، فيمکننا الان أن نحاول فهم معنی الحرية فی ضوءفهمنا، تلک الصلة الوثيقه التی تربط الفکر بالإرادة. والواقع اننا اذا نظرنا الی الحرية من الداخل فسنری إنها لا تنفصل مطلقا عن التفکير او التأمل العقلی کما انها لا تتميز عن الشعور باالذات . فعند بلوغ الانسان المضطهدالی هذه المرحلة والإتباع من هذا المسارالفکری (ا لعلم بالحقوق و الايمان بوجودها ، تفعيل الاراده،الانطلاق لعمليه التحرير ) فيصبح الانسان مومنا ،مناضلا لرد ما غصب منه ولکن جدیر بالذکر انما تظهر مشکله هناوهی مشکله کثر ما وجدنا بعضنا بعض متسائلين عنها ، بان لماذا بعض الناشطين سواءا کانوا رجالا ام نساءا يأتون الساحات الفکرية والثقافيه والسياسية متحمسين ولکن لم يطل المشوار معهم الا عدة ايام قليلة وينسحبون من المعترک الفکری والنشاط کانما لم يک لهم وجود من قبل؟ فعندما سألتهم عن السبب يردون عليک بحجج لم يقتنع بها الانسان الواعی.وفی کثير الاحيان يستهزؤون بأنفسهم فی ما مضی وکذلک بالذی يهتم بهذه الامور حاليا . فان المشکله تکمن فی کيفية الا تباع للمسار الفکری التی أشرنا اليه مسبقا،. فاذاعرف الانسان المضطهد حقوقه ثم امن بها فمن المستحيل ان يتراجع من أخذها وتحقيقها وتلک صفة(عدم التراجع من الامر) تميزمفهوم الايمان بالامور من المفاهيم الاخری وتکون احدی المبادی لفلسفة الجهاد.

فانی اوجه کلامی للشعب الأهوازی عامة والمرأةالأهوازية خاصة،

فطا لما کتبنا وتحدثنا عن التخلف السائد علی المجتمع الأهوازی وکثرما بکينا وصرخنا من إضطهاد الشعب الاهوازی وخاصة المرأة الأهوازية، فياله من بکاء وصراخ يطرش اذان الدهر ومافيه ، فما أجمل الاشعار التی نتغزل بها نحو الحرية وما أروع الهتافات ا التی نهتف بها أمام المحاکم الاجتماعية لإعطاء حقوقنا ومنها حقوق المرأة الأهوازية.ولکن دعونا نطرح علی انفسنا عدة اسئلة،ف

أين تقع المرأة الأهوازية فی هذا التيار الفکری ؟ 

ماذا فعلت المرأة الأهوازية لإنقاذ نفسها؟

ماهو مدی حصولها علی أدوات الصلة والإعلان؟

هل عرفت حقوقها وامنت بها؟

هل أثبتت لنفسها وجود إنسانی و قومی؟

هل إستخدمت إرادتها لإطلاق نفسها ام ما زالت تفکر بأخذ الحق لها؟

هل دخلت أبجدية التحرير؟

کيف واجهت قضايا شعبها، الإنسانية والقومية؟ 

و...................................؟

فوفقا للاسئلة التی طرحت ،علی کل انسان أهوازی سواءاً رجل کان ام امرأة يريد الانطلاق ،أن يلقی هذه الاسئلة علی نفسه ليعرف أن، أين يقع فی هذا التيار الفکری ويحدد مکانه فی ذلک للاستمرار حتی البلوغ إلی النقطة النهائية. فشئنا ام ابينا ،ان عصر الصحافه والاعلان و أصبح مسيطرا علی جميع أنحاء العالم ،ساحبا جميع أفکار البشرولو بصورة محايدة ، ها هو يقترب إلی أرضنا وقومنا بسرعة أکثر ، فمهما إنزوت المرأةالاهوازية و عاشت باضطهاد وتهاجم ثقافی وعدم الوعی السياسی ،وانقطعت عن العالم الحی ، فسوف تنکشف لها حقائق الامور، و سوف یتغيرالأمر فی الأتية کما فی السنوات الأخيرة و سوف تتجه مسوولية عظيمة إلی المرأة الأهوازية أمام نفسها وشعبها ،فهی بصفة تکون نصف المجتمع الاهوازی یجب أن لا تتطرق لعملية تقييم الذات بالرجال کما فی النواميس الإجتماعية البالية والسابقة(لانها مهما اختلفت فی الماهيه مع الرجال لکنها متفقة معهم فی أهم مسالة فی فلسفة الاموروهی مسألة الوجود)، وتثبت وجودها فی المعترک الفکری والعالم التی لا يفهم الا لغة النص والحوار ، عالمة بحقوقها الانسانية والقومية ، مومنة ، مطالبة بها.

 

الخرافه

الخرافة 

بنيتُ عمارة كبيرة شامخة وآويتُ فيها من الوحوش ما لا يحُصى ولا يُعدّ. وكانتْ بعض الوحوش بشكل بشرٍ أسوياء مهذبين وعلماء مثقفين، وبعضهم رؤساء ومدراء وتجار..والبعض الآخر خطباء وشعراء..كل الوحوش التي إجتمعت تحت سقف عمارتي هم من ألد أعداء البشرية لا همَّ لهم غير سفك دماء الناس وتمزيق لحومهم ومن ثم الحصول على المال والثروة..

 

وأما أنا أبن الشيطان الذي ولدني قبل آلاف السنين لاُبقي الانسان في الظلامات، لهذا جمعتُ وحوشاً من أبناء البشر ليكونوا ضد البشر، كل أفعالهم بدافع الجهل المغلف بالعلم والمنال. أنا الخرافة التي تحارب نور المعرفة وتسوق الناس نحو حتفهم المُذل المرير المديد...

 

فأنا مَن صنع الاصنام وأسميتها أرباباً ولقد حاربها الانبياء والابرار لكنها مستمرة في حياتها بشكل وآخر ولن تموت وإن ضعفت..أنا و وحوشي نحرس الاصنام وننتفع بها سوية..أنا و وحوشي مَن كان ولم يزل يحرق كتب العلماء ونشهّر بمؤلفيها ونؤلب الناس عليهم...أنا و وحوشي مَن وشى بغاليله فأوصله حتى المنشقةِ، فتراجع غاليله وتراجع العلم وإنتصرنا قبالة العلم لفترة...

 

أنا الخرافة مع وحوشي الاعزاء من البشر الأدنياء دائماً وأبداً نخرفن الناس ونركب ظهورهم فنسلبهم عقولهم وأموالهم ونضحك منهم وهم راضون طيعون..لا بل تجد كثيرا منهم يصبحون ويمسون ينافح عنا..ونحن نستغربُ ولكن لا إستغراب لأن كيدنا محكمٌ وهم ضحية قوتنا في النهايةِ.

 

أنا الخرافة العمارة القديمة الجديدة الشامخة التي لا نورَ فيها للمعرفةِ..بل هي ومن سكنها ظلمة دامسة تفرس النور أين ما تجدهُ وتزرع في مكانهِ التعصب والعُمى والحروب والدمار، فنجلس أنا و وحوشي البشر الادنياء على إطلال البشر ونجني مالا ونحتسي شراباً نخب إنتصار الجهل على النور...

 

هذا أنا وهذا فعلي مع البشر ولسوف أبقى مابقيَ الليل والنهار مادام هناك من البشر الوحوش الذين يخدمونني خدمة خالصة لوجهِ منافعهم العابرة..لقد خدعتهم وهم بدورهم خدعوا إخوتهم، فدخلتُ عليهم من باب الدين وباب الاعراف وباب العلم ومن كل بابٍ..فهزمت البشر في كثير من الازمنة والامكنة، لكن الانسان ايضاً هزمني كثيراً بواسطة الانبياء والاحرار من بني نوعه، فأعتراف أن هناك ناساً يعرفونني كاملاً ويقومون بمحاربتي بكل شجاعة وتضحية وبفضل هولاء الاقوياء من البشر لم أستطع أن أوسع أنتصاراتي أكثر عليهم...

للکاتب الاستاذ علی عبدالحسین