(شعرنا)
يوجد الشعر في مدينة الاهواز بشكل وافر لكن يعيش حياة فوضوية حيث يسير في مسارات غير منتظمة و غير عصرية ثم ظهرت اخيرا تيارات تنادي باقصاء الشعر والحط من قيمته الفنيه و الجمالية. بينما الشعر يشكل الفن الرسمي للاهوازيين و انهم لا يملكون فنا معبرا و منتشرا و راسخا في اوساطهم كما الشعر . هنا يطرح سئوال نفسه و هو لماذا يترك الفن الوحيد عندنا لحاله فيعيش العبثية و التهميش و احيانا النبذ.
بما ان الشعر هو الفن الاهم لدى الاهوازيين فانه يستطيع ان يؤدي عدة ادوار مهمة في حياتنا الثقافية و الاجتماعية سنقوم بتبين بعض هذة الادوار:
الشعر و اللغة : بما ان مجتمعنا العربي يعاني من الضعف في التكلم باللغه العربية وخاصة لدى الاجيال الصاعدة تجد اللغه العربية مزيجا من رطينة لا تفهم فان الشعر يستطيع ان يقوم بنشر اللغة في اوسط الشعب فيؤدي الى استفاده الناس من مفرداته و مفاهيمه فيتم تحفيزهم لتعلم اللغة العربية.
الشعر و اللغة الفصحى : نتفق جميعا ان اللغة الفصحي هي الافضل و الاجمل و الاثري و الاكمل من كل حيث وخاصة في توافر علوم لها مثل النحو و الصرف و البلاغة و العروض...فهذة اللغة يجب ان تكون وسيلة هامة لتثقيف الانسان عندنا . حتى يصبح انسانا ذا شخصیة متماسكه و قوية راسخة في قيمة العليا التي تنبض بها اللغة الفصحى.
الشعرو اللغه الدارجة: لكل شعب لغة يتحاور بها في السوق و الازقة و خاصة الشعوب او الاقطار العربية كذلك شعبنا الذي يمتلك لغة دارجة اصيلة جميلة و قريبة من اللغة الفصحى . فباستطاعة الشعر ان يثري اللغة الدارجة بكم هائل من المفردات الجميلة المستقاة من اللغة الفصحى . هكذا تحيى اللغة العربية في اوساط شعبنا . فعلينا ان نشجع الشعر الدارج و في نفس الوقت يجب ان يكون الشعر مزودا و مدعوما و مسقيا باللغة الفصحى.
الشعر و الواقع : بستطاعة الشعر ان يكون الناطق الصادق و الحضاري المقبول عالميا عن شعبنا فلكل شعب فنونه و لنا فن الشعر . فليكن رسام لوحات عن الانسان الاهوازي و شكل حياته و مشاكله و معاناته. فتصل الصوره الحضارية الى كل من نريده ان يسمع.
الشعر و الموسيقى : ان الموسيقى هي توؤم للشعر فكثيرا ما نسمع الغناء و هو مصحوب بالشعر فكمال الشعر يؤدي الى كمال الموسيقى . فلا يخفى علي احد ان الموسيقى هي من اهم الفنون و لابد ان تكون لدينا موسيقى راقية . فنحن الى يا متي نستمتع بانتاج الغير و لم تكن لدينا ما يخصنا من هذا الفن الماثر في تشكل ذوق و شخصية الشعوب...
الشعر و الاصلاح الاجتماعي: من سابق الازمنة الى يومنا كان الشعر يلعب دورا هاما في توجية و ارشاد الشعوب وعلى سبيل المثال : شاعر النبي حسان ابن ثابت الشاعر الذي عاضد و ناصر الرسول كثيرا ثم اذا القينا نظرة الى الشعوب الغربية بعد عصر الرنسانس نجد الشعراء ثوارا او ممن يهتمون باصلاح المجتمع فيكرسون فنهم في هذا السبيل و الهدف . فالشعر ينتقد السنن و الموروثات المغلوطة و الضارة بالانسان فيثور ضد الاعراف و من يحافظ على هذة الاعراف البائدة .
الشعرو تطويره: لا يخفي على متابع لشعرنا انه يعاني ازمةة التطور التي قد استعصت عليه كثيرا. ان شعرنا متخلف من حيث الشكل و الفحوى و هذه الاخيره اكثر و اهم .
ان الشعر في اوساط شعبنا اسير للنعره القبلية فبامكانك ان تضع يدك على مئات الشعراء الذين كرسوا فنهم في خدمة القبلية و قيمها اللاانسانة كذلك كثير من شعراءنا يزاولون الشعر من اجل الصلة وكما يسميهم الدكتور علي الوردي هم وعاظ السلطان و مداحون لكل من يملأ جيوبهم نقودا . لهذا نريد لشعرنا ان يترك ما يضره من اساليب التبين و التعبير القديمة فيتجه نحو اساليب و انماط عصرية متطوره تتلائم مع الانسان المعاصر حتى يمد نفسه بالحياة و ينفع المجتمع تثقيفا.
للکاتب الاستاذ علی عبدالحسین 